الأحد، 28 فبراير 2016

كنت خاطي ؟!

اللي انا اتعلمته من الإنجيل -مع شديد احترامي للثقافة بتاعة "كنت خاطي وبقيت مؤمن"- ان مافيش حاجة اسمها كده.. 

مافيش حاجة اسمها "كنت خاطي"
احنا احسن من فينا خاطي مبرر بالنعمة عمره ما ها يبطّل يبقى خاطي.

اذا كان معلمنا بولس الرسول راح وقف ف أول الطابور وقال "ان يسوع المسيح قد جاء الي العالم ليخلص الخطأة الذين أولهم أنا".

وبصراحة .. الكتاب يقول "يعلم الرب الذين هم له" .. إذا فليس لنا ان نحكم وليس لنا ان نقسم المجتمعات الي مؤمنين وغير مؤمنين 

لأن هذه الثقافة هي التي أدت الى تحوصل اولاد الله في مجتمعات "الناس الكويسة" بلا اختلاط مع الذين هم من خارج اللي المسيح كان آكل شارب داخل طالع معاهم 

وفي واقع الأمر "الناس الكويسة" دول لا كويسة ولا حاجة .. فساد اداري وروحي وأخلاقي ورياء ووشوش و و و .. 

بس حبيت أشارككم ان المسيح علمني أعيشه هو ولا انتمى لمجتمعات غير المجتمع الطبيعي اللي حوالينا ف الشارع والقهوة والكنيسة معا .. 

هو لما كان ع الارض ما كانش غير كده .. 
والمدعوين "مؤمنين" أيامه كانوا شايفينه مهرطق شوارعي قاعد مع الزواني والنصابين وطردوه من مكان العبادة بدل المرة كذا مرة .. 

اصحوا !

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

عمق ردائتي ..


عندما يكشف الله لي عمق ردائتي،
ثلاثة أشياء تحدث بداخلي:

·       انبهار واجلال لله، ذاك الذي يرى ويعلم كل هذا ولا زال يحبني ويقبلني بعيوبي ويستخدمني لملكوته.. فأقدّر النعمة، وأمدح مجدها وأدرك كيف وصلَت إلى الأسافل لترفع وتصون.

·       استمرار في إعطاء ذاتي قدرها وعدم ارتفاعي مهما ظهرَت مواضعُ تميزٍ فيَّ .. فلقد أدركتُ ما أنا ومن أنا. وأيقنتُ أني لئلا أرتفع، أرى مدى إخفاقي يسكت صوت السمو ويستحضر صمت الاتضاع والانسحاق.

·       استيعاب لمحدودية من رحلوا عني، رغم انهم رحلوا مبكراً، بل ان البعض قد رحل مبكرا جداً، فإن كانوا قد تركوني وانا غير صالحٌ، أو على مستوىً ما من الرداءة، بالنسبة لهم، فماذا كانوا سيفعلون لو رأوْا الأردأ ؟! وأصبح التحدي هنا هو أن أقاوم مرارة الترك بإدراك قلة سعة الآخر، التي وضعتُ عليها سابقاً آمالاً وخاب ظني كثيراً..

فيأتي الفخر بالضعف كريحٍ تلطف اجواء حر صيف التضرر من واقع وجوده..
وكنسيمٍ يهديء اضطراب النفس المصدومة بمدى هشاشة قوتها ..
وكقوة قبول لضعف الآخر بدلا من ضيقي بمرار تركه لي.

وفوق الكل،                              
أفتخر بضعف يحرك القوة الآتية من العُلَى لتأتي إليَّ وتملأ الجنبات، فيتبدل هذا الضعف بتلك القوة. ويصير الفضل في ظهورها، ان بانت ولم تعاق بجهلي، لمصدرها لا لمن ظهرت فيه.

هاني فخري
١٤ ديسمبر ٢٠١٥

الأحد، 23 أغسطس 2015

لماذا نُطَوّبكِ؟




 لماذا نُطَوّبكِ أيتها العذراء؟
ولماذا نمدحكِ ؟

نُطَوّبكِ لأنه عندما أُعلِنَت لكِ المشيئة، كان ردّك حاسما قاطعا حازما: "أنا أَمَةُ الرب، ليكن لي كقولك"، دون أن تفكرين في مجتمعك أو ماذا سيقول الناس أو كيف ستعبرين خلال تجربة تحقيق المشيئة الإلهية في عالمٍ يحيا الكلُّ فيه ضِدّها حتي أولئك الذين يتحدثون بإسم الله.

ونُطَوّبكِ لأنك كنتي صاحبةَ أغنيةٍ، وذات ترنيمةٍ .. فأريتينا كيف أن علاقتنا بالسماء زفيرها سُبحٌ وغناءٌ.

ونُطَوّبكِ لأنك كنتِ لسانَنا وصوتَنا في توصيل ما نحتاجه للرب، حتى لو كان ما احتاجناه مجرد مشروبٍ في حفلٍ، فحينها: "ليس لهم خَمْر" كانت همستك في أذنه، فصارت أولى معجزاته استجابةً لكِ.

ونُطَوّبكِ لأنك كنتي مُوصِيَتَنا بأن نطيع الرب مهما قال .. فصارت من حينها مقولتك: "مهما قال لكم، فإفعلوه" منهجاً لكل من يستمع جيداً لما يقول الربُّ -شخصياً- لنا وليس لما يقوله الناس عن الرب ..

وأيضا نُطَوّبكِ لأنك كنتي عند الصليب .. وظللتي هناك .. وكم نحتاج أن لا نترك أنفسنا تبتعد عن الصليب .. حيث الرب .. حيث مكاننا .. وحيث دَفَعَ ثمنَنَا .. وحيث مُتنَا وحيث وُلِدنَا من جروحِهِ.

فهنيئاً لنا بكِ .. وهنيئاً لنا شرف تطويبِكِ ..
وهنيئاً لإنسانيتِنا ولبشريتِنا انها احتوت نموذجاً فريداً لها مثلكِ ..

____________________________________
هاني فخري
٢٢ أغسطس ٢٠١٥
عيد المُطَوَّبَة كل حين، أم النور الحقيقي، العذراء مريم